يومان فراقان فى تاريخ مصر الحديث.. 23 يناير و 25 يناير 2012 ، 23 يناير .. فجراً جديداً تنتقل بموجبه نصف سلطة مجلس الشعب الجديد بتكويناته وتشكيلاته وأعضائه وتياراته وتفاعلاته وآفاقه .
فى 23 يناير مجلس شعب جديد يسود بالأغلبية تيار إسلامى جناحاه الإخوان المسلمون والسلفيون فى حقبة مصرية جديدة.. علامة فاصلة فى تاريخ مصر والمصريين..
وفى رأيى فإن فوز التيار الإسلامى بالأغلبية البرلمانية يلقى على الإخوان المسلمين والسلفيين " معاً " مسئولية تاريخية عظمى.
إن مجلس الشعب الجديد بكل تياراته والذى سوف يعقد أولى جلساته فى الثالثا والعشرين من يناير ، تتعلق به عيون الأمة من كل المصريين وكذا كل العرب والعالم . فإما أن يكون المجلس الجديد بداية العبور بمصر إلى المجد أو بداية النهاية .
وعلى التيار الإسلامى فى رأيى مهمة رئيسية فى نجاح المجلس الجديد، فلا يجب أن تتحول الأغلبية إلى " ديكتاتورية " ويضيع معها وأمامها " الرأى الآخر " .. وإلا فإن مصر سوف تجد نفسها أمام " حزب وطنى جديد " كرهه كل المصريين .. فضلاً عن حقيقة أن العصر أصبح غير العصر.. وما كان الناس يقبلونه مضضاً أو كرهاً أو مصلحة فى ظل الحزب الوطنى ، فلن يستطيعوا أبداً قبوله فى ظل سيطرة التيار الإسلامى أو غيره .
فقد بات على التيار الإسلامى واجب إفساح الطريق أمام الكوادر الأخرى غير تلك التى تنتمى إليه " وهى بالفعل كثيرة وقادرة " بأن يكون لهم نصيب فاعل فى إدارة شئون البلاد .. وقول مسموع ورأى محترم فى تقرير مصيره وآفاق مستقبله .. لأن التيار الإسلامى إن أصابه غرور الأغلبية وسطوة الاستئثار فقل على مصر السلام .
إن لمحة عبر تاريخ الإخوان تؤكد قدرتهم الفائقة على التطور ، والوافق فقد تطور موقف جماعة الاخوان المسلمين مثلاً منذ عام 1938 عندما جمعها مع مصر الفتاه موقف واحد مؤداه رفض الدستور والنظام النيابى ثم أعلنه المرشد الشيخ حسن البنا من رفض بات للحزبية وعداءات للأحزاب السياسية بوصفها نتاج أنظمة مستوردة ولا تتلاءم مع البيئة المصرية ووصفها البعض بأنها أحزاب الشيطان .
المصدر : جريدة المنوفية
بقلم / الأستاذ حمدى حنضل رئيس التحرير
التاريخ : عدد يناير 2012