لا أكون مبالغاً اذا قلت ان الانتخابات البرلمانية المقبله هى البداية الحقيقية لعهد جديد .. البداية الجادة لمصر الثورة .. مصر التى نريدها .. ونحلم بها .

من هنا .. فإننى رغم كل المحبطات من حولنا .. لا أزال متفائلاً .

رغم المظاهرات والاضرابات والاعتصامات التى شلت أولادنا . رغم كل استعراضات القوه والشد والجذب بين قوى المجتمع .. وبين صفوفه .. وحتى قضائه ومحاميه . رغم الأسى على احتياطى نقدى يتسرب من بين أيدينا ملياراً .. ملياراً .. وصلت حتى الآن إلى 12 ملياراً هدراً .

رغم الحزن الشديد على اكثر من 4 ملايين اسره انهار دخلها بسبب تدهور السياحه .. وضعف الأمن وربما غيابه فى بعض المواقع .

رغم كل ذلك .. فإننى متفائل لأن القوى المتمسكه بالثورة .. لا تزال قويه " عفيه " .. يعلوها الاصرار على المضى بالثورة البيضاء حتى تصل مصر بر الأمان المنشود .

الآن قوى الشعب المصرى بكل شرائحه وفئاته قد وجدت فى الثوره ملهماً لها .. وطريقاً اختصر من عمر الزمن عقوداً وربما قروناً نحو الاحساس بالذات .. والتمسك بالكرامة .. وقرباً نحو عداله اجتماعية حقيقية تذيب الفوارق .. وتضم كل بنى الوطن عند خط الحياة الآدمية الكريمة نحو مجتمع يخلو من الأحقاد والضغائن .. تتعمق فيه قيم الانتماء بغير أغان أو أشعار أو أهازيج .. وتتأصل فيه معانى الوطن بكل قوتها وجمالها وجذورها .

لأن المجتمع المصرى بكل تنوعاته قد عقد العزم على الإنطلاق للمستقبل.. لا يحده فى ذلك .. ولا يقف فى طريقه سد أو سقف .

من هنا أرى بارقة الأمل الأولى .. فى الإنتخابات البرلمانية .. للشعب ثم للشورى .

لأن هذه الانتخابات تختلف جذرياً عن سابقتها . الآن صوتك .. ملك لك وحدك .. لم يعد ينازعك فيه أحد أو يسرقه منك أحد .

ضميرك هو المحرك الأوحد لك .. لاشريك ولا شرك .

ابنك .. زوجتك .. حفيدك .. هم المستقبل الذى تصبو إليه فتختار أميناً عليه من تشاء .. لا ضغط ولا إرهاب .. لا تخوين ولا صدام .. فأنت وحدك .. صاحب القرار .

أنت من يختار الحارس الأمين على تشريعات وطنك والرقابه على ادارة خزينته وبالتالى فإن مفتاح بيتك .. وقريتك ومدينتك ومحافظتك ومصر كلها أمانه بين يديك أنت .. تسلمه لمن تراه جديراً بحمله .

انه جزء من تكليف الآيه الكريمه " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان مظلوماً جهولاً .." صدق الله العظيم

وماهذه الانتخابات التشريعية إلا بداية تتأكد بها صلابة الثورة أمام قوى الردة والبغى .

الوطن أمام مخططات الأعادى فى الخارج .. وقوى الانتهازية والتخريب فى الداخل .

من هنا - تكون البداية - فاذا كانت البداية " أو الأساس " صحيحاً .. فإن مايعلوه من بناء سيكون صحيحاً أيضاً من هنا يكون الانطلاق إلى انتخابات الشورى ثم إلى اختيار لجنة الدستور .. والتتويج بانتخابات رئيس الجمهورية .. لتعود بعدها القوات المسلحة .. مشكورة إلى ثكناتها .. ولتبدأ مصر عهد جديد ولن يكون هذا العهد ناصعاً إلا بمشاركتك النقية الناصعة الفاعلة .