ونحن نتعامل مع واقع ملئ بالمتناقضات والمحبطات فان الأمل فى المستقبل يدعونا إلى إعادة النظر فى أسلوب حياتنا بعقل جديد ورؤية جديدة نتخلى فيها عن اطر ممارساتنا البالية .على أساس احترام الأخر.
فإذا كانت الحكومة قوة لازمة لضبط حركة المجتمع وادائه والانطلاق به فان المعارضة ليست ولايجب النظر إليها باعتبارها ديكورا أو مجرد وردة فى ياقه بيضاء وجاكت أسموكن داكن.
وإذا كان احترام السلطة بداية من الرئيس إلى الحكومة والوزراء والمحافظين ومرؤوسيهم وحتى عامل النظافة احتراما واجبا بدون تقديس أو استهانة بوصفهم رموزا فان حسن التقدير وحسن الظن لابد أن تسود بين الحاكمين والمحكومين فلا فضل لعربى على اعجمى إلا بالتقوى .
وإذا كان ماحدث من مطبات سياسية أمرا واقعا عايشناه فان الحوار بلا اى شروط مسبقه وحسن النوايا بين سائر القوى والتيارات والأحزاب صار ضرورة لازمة لامفر منها ولاسبيل سواها إلا الصدام.
لا سبيل أمامنا إلا الاعتراف بمصاعب الطريق وعلى كل الأطراف أن تؤهل نفسها لقبول تنازلات مؤلمة حتى يمكن للسفينة أن تسير ولمصر أن تعبر هذا النفق المظلم الحوار ولا سبيل أمامنا إلا الحوار وإلا
لن ينساه التاريخ
عام 2012 لن ينساه التاريخ ولا الناس ولانحن أيضا.. امتلأ بالأحداث الساخنة غيرت وسوف تغير لسنوات طويلة قادمة مسارات مصر داخليا وفى محيطها الاقليمى وعلى المستوى العالمى.
حملت لنا بذورا رائعة للاستقرار والفرحة والأمل لكنها للأسف ذهبت مع الرياح العاصفة للانقسام والاختلاف والانشقاق والتحزب.
كنا نحلم برئيس منتخب وقد حدث بعرس ديموقراطى ابهر العالم.
كنا نحلم بدستور يقول الشعب فيه كلمته بحرية وقد حدث رغم كل ماأثير من تحفظات .
لكن هذين الحلمين الكبيرين احاطتهما المصاعب والانقسامات وبدلا من أن نفرح ويفرح كل المصريين بانجازين كبيرين حققهما الشعب المصري وليس شعبا آخر ولا دولة أخرى إذ بنا نستقبل العام الجديد بقلب حزين لان النخب فينا لم تتق الله فينا وهكذا يبدو لنا .
وإذا كان حديث المصاعب حقيقة نرحب بها ويجب أن نعمل لها ألف حساب وحساب فان حديث الإفلاس لابد أن نرفضه.
مسك الختام
قال تعالى:
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور" صدق الله العظيم الايه 46 من سورة الحج.
المصدر : بقلم رئيس التحرير- جريدة المنوفية
التاريخ: عدد يناير 2013